شهد حى الندى بمنطقة الشيخ زايد جريمة تحدث عنها الجميع ... الاعلام والصحافة ... رجل الشارع والمثقف ... وتناقل الرأى العام مجموعة من الأقاويل والحكايات التى بها بعض الصدق والكاذبة منها تماما ... أنها جريمة مقتل هبه ابنة ليلي غفران وصديقتها نادين ــ بشقتها ــ ... وتم القبض على الجانى ــ كما قررت مباحث 6 أكتوبر بعد ثلاثة أيام من أرتكاب الجريمة .
أتضح أن القاتل حداد ضاق به الحال فقرر دخول أى فيلا أو منزل فى المناطق الجديدة المعروف عن سكانها بالثراء ، وعندما دخل وأكتشف استيقاظ الفتاتين طعنهن 30 طعنة تقريبا فى مناطق متفرقة من جسدهن .
خرج فريق المباحث ومجموعة من قوات الأمن والنيابة ومعهم القاتل محمود العيسوى ــ المتهم فى القضية ــ ليمثل الجريمة أمام رجال نيابة والشرطة وأيضا كان يتابعهم تغطية اعلامية وصحافية واسعة النطاق .
قامت كاميرا برنامج " البيت بيتك " بالخروج لتصوير تمثيل الجريمة التى قام بها الجانى بنفسه ... دخل الجميع من بوابة مدينة الندى وظلوا لفترة فى الحديقة المحيطة بالعمارات ــ كما فعل قبل ارتكابه الجريمة ــ ثم تسلق شجرة ليستطيع الصعود إلى شباك مفتوح ــ شباك منزل نادين ــ وخلع حذائه وانتظر فى المطبخ حتى صعدت النيابة وباقى الحاضرين فى هذه الأحداث التى غلب عليها الاثارة ...
لم يستكمل تمثيل الجريمة وأكتفى فريق البرنامج بسماع كلمات المتهم الأخيرة قبل ترحيله مرة أخري إلى السجن ، فأكد على أنه كان يمر بضائقة مالية وأصدقائه هم من أرشدوه لطريق سرقة المناطق النائية والمعروف عن سكانها الثراء ، خرج من منطقة البساتين بعد أن أشتري سكين بمقبض أسود اللون وركب سيارة ميكروباص حتى وصل لمنطقة الشيخ زايد وظل سائرا ، وعند وصوله لسور مدينة الندى تسلق السور ومنه إلى المنزل ، وما أن وجد ال200 جنيه وموبايل نادين على أحدى الترابيزات ــ ما حصل عليه من هذه الجريمة ــ حتى أخذها ، وعندما فوجئ باستيقاظ هبة ونادين أنهال عليهم بالطعنات هبه ومن ثم نادين فى غرفة أخري وفر هاربا من نفس الشباك الذي دخل منه .
ظهر على هذا الشاب الذي لم يتجاوز عمره التسعة عشر عاما اللامبالاه ... فكان يسير مبتسما ولفظ جملة لأحد الموجودين ــ إيه يا عم أنت شمتان ولا إيه ــ حتى وصل لعربة الترحيلات ، حتى وهو يسرد ما حدث كان يحكى وكأنه يسرد قصة رويت له وليس هو فاعلها ... جريدة بشعة أقشعرت لها الأبدان وهزت نفوس مصريين وعرب كثيرين ... وجهت الصحافة والاعلام تفكير الرأى العام لتوجه مشين للفتاتين ولكن ما ظهر كان عكس ما روي تماما ، فالواقعة لا تتعدى السرقة ، وهذا أكد للجميع أننا جميعا يمكن ان نكون فى موضع هبة ونادين .