أنا مطعطع..
وصف مفتي عام الذين يدعون الى مقاطعة المنتجات العالمية ''الأمريكية'' بالمطعطعين..وقال من الواجب علينا الابتعاد عن ''الطعطعة''..لأن ''بالطعطعة'' يضر المسلم نفسه والناس والمصالح التجارية..وسرد الشيخ ''طعطعات'' كثيرة لها أول وليس لها آخر...
ولأني من الذين التزموا بمقاطعة المنتجات الأمريكية منذ الحرب على العراق قبل 6 سنوات..فقد شعرت بأن الكلام الذي قاله المفتي يصيبني بشكل أو بآخر، فبدأت أراجع نفسي مراجعة حقيقية: معقول أنّي ''مطعطع'' وأمارس ''الطعطعة'' على الطالعة والنازلة دون أن اشعر؟.. الشيء الذي دعاني للاجتماع بجيراني وإخواني ومعارفي لأسألهم ذات السؤال : '' يا جماعة، شفتوا اشي مطعطع مني بلا قافية''؟ فقالوا ''عدّاك العيب''!! انت جارنا وشقيقنا وصديقنا منذ عشرات السنين ولم نرَ شيئاً قد ''طعطع'' منك ولا من ذريتك على الاطلاق...ثم اختليت بأم العيال وسألتها طالباً منها الصراحة كل الصراحة : اذا ما كنت ''أطعطع'' لا إراديا أثناء نومي ..أو أنها استيقظت عليّ في منتصف الليل فوجدتني ''مطعطع'' عدم المؤاخذة ...فأجابت بالنفي وبأن نومي ''غزلاني'' وهادىء..
رجعت الى معاجم اللغة المتوفّرة في مكتبتي المتواضعة لأعرف معنى ''المصطلح'' الفريد الذي استخدمه المفتي فلم أجد شرحاً للكلمة سوى أنها تفيد ''المغالاة والتشدّد'' فارتاح بالي أيما ارتياح..
***
يا سماحة المفتي..أن اكون ''مطعطعاً'' خير من ان أكون ''مطأطئا''..و''السنت'' الذي أنفقه لهم سيعود اليّ على شكل رصاصة ..
صدقني يا مولانا، لو أن أصبعي ''أمريكي'' لقطعته...
و''طعطعني يا جدع''.
أحمد حسن الزعبي
منقول عن جريدة الرأي